التسويق الشبكي: الوهم الذي يُباع على أنه حلم
مقدمة
في زمن أصبحت فيه فرص العمل محدودة، تكثر العبارات المغرية التي تعدك بالثراء السريع مثل: اجنِ مئات الدولارات شهريًا في وقت فراغك,
كن مستقلًا ماليًا ومسؤولًا عن نفسك
لكن خلف هذه العبارات البراقة، تختبئ شركات تسويق شبكي تبيع الوهم، وتُسقط الآلاف في
فخ الخسارة. في هذا المقال، سنكشف لك الحقيقة الكاملة عن هذا النظام، لتكون على وعي
قبل أن تقع ضحية جديدة.
التسويق الشبكي هو نموذج بيع يعتمد على تجنيد أفراد لبيع منتجات الشركة، وفي الوقت
نفسه تجنيد آخرين ليقوموا بنفس الدور.
كل شخص ينضم يُطلب منه:
شراء منتج بسعر مرتفع
تجنيد أشخاص جدد
تدريبهم على تجنيد المزيد
وهكذا تتشكل شبكة هرمية تتوسع بشكل غير منطقي، حيث الأرباح تصعد للقمة، والخسائر
تتراكم في القاعدة.
كيف يتم استدراج الضحايا؟
يبدأ الأمر بمحادثة ودية من شخص يبدو مهتمًا بك، يسألك:
هل تحب عملك الحالي؟
هل تبحث عن دخل إضافي؟
هل تريد أن تكون حرًا ماليًا؟
ثم يدعوك إلى جلسة تعريفية أو مقابلة، غالبًا عبر الإنترنت، حيث يتم:
نفي أن العمل هرمي رغم التشابه الواضح
عرض قصص نجاح وهمية
التأكيد أن الخبرة غير مطلوبة
إقناعك بشراء منتج أو الاشتراك
المنتجات: الجودة ليست المشكلة، بل السعر!
غالبًا ما تكون المنتجات مقبولة الجودة، لكن أسعارها مبالغ فيها جدًا.
المشكلة الحقيقية تكمن في:
أن الربح لا يأتي من بيع المنتج، بل من تجنيد الآخرين
أن النظام يعتمد على توسع غير منطقي في عدد المجندين
النموذج الهرمي: لماذا هو غير قابل للاستمرار؟
عند انضمامك، تصبح في مستوى أدنى من الشخص الذي جندك.
كل عضو يُجند اثنين، وهكذا يتضاعف العدد:
المستوى 1: 1 شخص
المستوى 2: 2 أشخاص
المستوى 3: 4 أشخاص
المستوى 4: 8 أشخاص
المستوى 33: أكثر من 8 مليار شخص!
وهذا الرقم يفوق عدد سكان الأرض، مما يجعل استمرار النظام مستحيلًا.
عندما يتوقف التجنيد، ينهار النظام، ويخسر الأغلبية.
الإحصائيات الصادمة
وفقًا لتحقيق نشرته صحيفة التايمز البريطانية:
فقط 10% من أعضاء شركة AMWAY حققوا أرباحًا
أقل من 1 من كل 10 باع منتجًا واحدًا
ووفقًا لبيانات شركات التسويق الشبكي:
أكثر من 90% من المشاركين يخسرون أموالهم بعد خصم المصاريف
هل التسويق الشبكي قانوني؟
تم حظر هذا النوع من الأعمال في العديد من الدول حول العالم، لأنه:
يعتمد على الخداع
يحقق أرباحًا على حساب خسائر الآخرين
ينهار بمجرد توقف التجنيد
كيف تُخفي الشركات طبيعتها الهرمية؟
لإخفاء الطابع الهرمي، تلجأ الشركات إلى:
تقسيم الشبكة إلى يمين ويسار
دفع عمولات تتراوح بين 8% إلى 16%
تنظيم دورات تدريبية لا تضيف قيمة حقيقية
الآثار الاجتماعية والنفسية
الانخراط في هذا النظام قد يؤدي إلى:
الضغط على الأصدقاء والأقارب لتجنيدهم
فقدان العلاقات بسبب الإلحاح
الشعور بالذنب عند خسارة المجندين
لماذا يُعتبر هذا العمل محرّمًا؟
حتى لو ربحت، فإن أرباحك تأتي من خسائر الآخرين.
ولهذا السبب، تم تحريمه شرعًا وقانونًا في العديد من الدول.
خاتمة
التسويق الشبكي ليس طريقًا للثراء، بل فخٌّ محكم يُغلف بالوعود الكاذبة.
كن واعيًا، وشارك هذا المقال مع من تحب، فقد تنقذهم من خسارة مؤكدة.
شاهد أيضا من ايقونة جوجل 👇👇 : إعلانات الفيسبوك الناجحة
