قواعد وأساسيات تفسير الأحلام: الدرس الرابع
علم تفسير الأحلام له قواعد وأساسيات تُبنى عليها العبارات. في هذا الدرس، سنتعمق في الجزء الرابع من هذه الأساسيات.
![]() |
| قواعد واساسيات تفسير الأحلام: الدرس الرابع |
وهو دليل شامل يغطي طرقًا مختلفة لتأويل الرؤى، مثل التأويل بالأسماء، والضد، والزيادة، والنقصان.
فكل بناء له اساس يبنى عليه حتى يعلو البناء على قدر قوة الاساس ، فإذا كان الاساس ضعيفا فلن يعلوا البناء ،
وكذلك علم تفسير الأحلام له اساسيات وقواعد تبنى عليها العباره ،، وسنتطرق الى الجزء الثاني لهذا الأساس في هذه الحلقه الفريده من نوعها ،
وستتبعها حلقات اخرى ان شاء الله لبقية الأجزاء لقواعد تفسير الأحلام ،
لكي استمر في اتمام كل الاجزاء لأساسيات تفسير الأحلام ، وبالله التوفيق ومنه العون والسداد ،
هذه الأمثلة في التأويل لأرشدك بها إلى السبيل
التأويل بالأسماء:
أحد أهم أسس تفسير الأحلام هو التأويل بالأسماء، حيث يتم تفسير الاسم على أساس معناه الظاهر. على سبيل المثال:
* إذا رأيت في منامك شخصًا يُدعى "الفضل"، فقد يُفسر الحلم بالأفضال أو الخير.
* إذا كان الاسم "راشد"، قد يدل على الإرشاد أو الرشد.
* وإذا كان الاسم "سالم"، قد يُفسر بالسلامة أو الأمان. وأشباه هذا كثيرة .
قال ابن قتيبة : لما كانت الرؤيا على ما أعلمتك من خلاف مذاهبها وانصرافها عن أصولها بالزيادة الداخلة،
والكلمة وانتقالها عن سبيل الخير إلى سبيل الشر باختلاف الهيئات واختلاف الزمان والأوقات،
واعلم اخي المعبر للأحلام واعلمي اختي المعبره للاحلام ،
أن تأويل الرؤيا المناميه قد يكون تفسيرها بالأصول التي اصلوها علماء تفسير الأحلام
لمعاني الرموز التعبيرية ،
وقد يكون مرة من لفظ الاسم ومرة من معناه ومرة من ضده ومرة من كتاب الله تعالى ومرة من الحديث ومرة من المثل السائر والبيت المشهور، ومره من الاشتقاق والتصحيف للألفاظ بما يناسب حال الرائي وواقعه ان كانت الرؤيا تخصه ،
وتفهم ذلك من سياق الرؤيا وما دلت عليه بربطها مع حال الرائي وواقعه ان كانت المعاني تليق به ، وان لم تكن تليق به ،
عادت المعاني لمن يحيطون به ، ومثال ذلك اذا كانت الرؤيا تدل على زواج والرائي للمنام متزوج وله اخ اعزب في الواقع في سن الزواج او خاطب ، كانت المعاني مناسبة للاخ وليس للذي رأى الرؤيا ، فافهم ذلك، وهذا الكلام ينطبق على الرجال والنساء ،
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (رأيت الليلة كأنا في دار عقبة بن رافع، فأتينا برطب ابن طاب)
فأولت أن الرفعة لنا في الدنيا والآخرة، وأن ديننا قد طاب، فأخذ من رافع الرفعة وأخذ طيب الدين من رطب ابن طاب.
وحكي عن شريك بن أبي شمر قال : رأيت أسناني في النوم وقعت فسألت عنها سعيد بن المسيب فقال : أوساءك ذلك؟ إن صدقت رؤياك لم يبق من أسنانك أحد إلا مات قبلك، فعبرها سعيد باللفظ لا بالأصل لأن الأصل في الأسنان أنها القرابة.
وحكي عن بشر بن أبي العالية قال: سألت محمداً عن رجل رأى كأن فمه سقط كله، فقال: هذا رجل قطع قرابته، فعبر محمد الاسنان بالأصل ( القرابة) لا باللفظ .
وحكي عن الأصمعي قال: اشترى رجل أرضا فرأى أن ابن أخيه يمشى فيها فلا يطأ إلا على رأس حية 🪱 فقال: إن صدقت رؤياه لم يغرس فيها شيء إلا حيى.
وهنا لم يعبر الحيه بالاصل وهو العدو وانما عبرها باللفظ بالحياة من لفظ حية ،
واعلم اخي المعبر للأحلام ان
تفسير الاسم إذا كثرت حروفه: ان تأخذ بعض الحروف وتسقط البعض الاخر بشرط ان يكون للحروف التي اخذتها معنى.
وذلك على مذهب القائف والزاجر، ومثال ذلك ( السفرجل) إذا رآه الشخص في المنام ولم يكن في رؤياه ما يدل على أنه مرض تؤوله سفراً ؛ لأن شطره سفر،
وكذلك (السوسن) إن عدل به عما ينسب إليه في تأويل المنام وحمل على ظاهر اسمه تفسره بالسوء لأن شطر حروفه السوء،
وبمعنى اوضح ، أن هناك طريقة لتفسير الأحلام، وهي أنك أحيانًا لا تأخذ الاسم على معناه المعروف، بل تحاول أن تفكك حروفه لترى ماذا تعني.
وتعطي الفقرة مثالًا على ذلك بـ"السوسن"، وهي زهرة جميلة. ولكن لو فكّكت حروف الكلمة، ستجد كلمة "السوء" داخلها. ولهذا،
ابين لكم قاعدة من قواعد تفسير الأحلام وهي أن رؤية زهرة السوسن في الحلم قد لا تدل على الخير، بل قد تدل على أمر سيئ أو مكروه بسبب وجود كلمة "السوء" في اسمها.
ببساطة، الفكرة هي أنك تبحث عن معانٍ خفية داخل حروف الكلمات التي تراها في الحلم، بدلًا من الاعتماد على المعنى الظاهر للكلمة او الاصول .
قال الشاعر :
سوسنة أعطيتها فما كنت بإعطائي لها محسنة
أولها سوء فإن جئت بالآخر منها فهو سوء سنة.
وأما " التفسير بالمعنى" فأكثر التأويل عليه كالأترج : إن لم يكن مالاً وولدا عبر بالنفاق لمخالفة ظاهره باطنه،
وأما التأويل بالمثل السائر واللفظ المبتذل:
فكقولهم في الصائغ : إنه رجل كذوب، لما جرى على ألسنة الناس من قولهم: فلان يصوغ الأحاديث،
وكقولهم فيمن يرى أن في يديه طولاً: إنه يصطنع المعروف؛ لما جرى على ألسنة الناس من قولهم: هو أطول يدا منك وأمد باعا أو أكثر عطاء.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يدا ،
فكانت زينب بنت جحش أول أزواجه مونا،
وكانت تعين في الغزوات وترفدهم، وكقوله في المرض إنه نفاق؛ لما جرى على ألسنة الناس لمن لا يصح لك وعده هو مريض في القول والوعد.
وقال الله عز وجل : {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا} (البقرة: ١٠) أي نفاقا، وكقولهم في المخاط: إنه ولد، لما جرى على ألسنة الناس من قولهم لمن أشبه أباه هو مخطته، والهر مخطة الأسد،
وأصل هذا أن الأسد كان حمله نوح عليه السلام في السفينة، فلما أذاهم الفار دعا الله تعالى نوح فاستنثر الأسد فخرجت الهرة بنثرته، وجاءت أشبه شيء به.
وكقولهم فيمن رمى الناس بالسهام أو البندق أو حذفهم أو قذفهم بالحجارة أنه يذكرهم ويغتابهم، لما جرى على ألسنة الناس من قولهم: رميت فلانا بالفاحشة.
وقال تعالى : ((والذين يرمون المحصنات )) [النور : ٤] وقال تعالى (والذين يرمون أزواجهم ﴾ [النور: ٦]
وكقولهم فيمن قطعت أعضاؤه: إنه يسافر ويفارق عشيرته أو ولده في البلاد لما جرى على ألسنة الناس من قولهم : تقطعوا في البلاد،
والله عز وجل يقول في قوم سبا : ﴿ وَمَزَقْنَاهُمْ كُلِّ ممزق ) (سبا: (۱۹) وقال : ( وقطعاهم في الأرض أمما ﴾ (الأعراف : ١٦٨).
وكقولهم في الجراد إنها في بعض الأحوال غوغاء الناس لأن الغوغاء عند العرب الجراد وكقولهم فيمن غسل يديه بالصابون: إنه اليأس من شيء يطلبه، لقول الناس لمن ييأس منه : قد غسلت يدى منك بالصابون،
وكقولهم في الكبش إنه رجل عزيز منبع، لقول الناس هذا كبش القوم،
وكقولهم في الصقر: إنه رجل له شجاعة وشوكة؛ لقول الناس: هو صقر من الرجال،
قال أبو طالب :
تتابع فيها كل صقر كانه
إذا ما مشي في رفرف الدرع أجرد
وأما التأويل بالضد والمقلوب :
فكقولهم في البكاء أنه فرح، وفي الضحك: إنه حزن،
وكقولهم في الرجلين يصطرعان والشمس والقمر يقتتلان إذا كان من جنس واحد أن المصروع هو الغالب والصارع هو المغلوب،
وفى الحجامة أنها صك وشرط، وفي الصك أنه حجامة، وقولهم في الطاعون أنه حرب وفي الحرب أنه طاعون،
وفى السيل أنه عدو، وفي العدو أنه سيل، وفي أكل التين أنه ندامة، وفي الندامة أنه أكل تين،
وفيمن يرى أنه مات ولم يكن لموته هيئة الموت من بكاء أو حفر قبر أو إحضار كفن أنه يتهدم بعض داره، وقولهم في الجراد أنه جند، وفي المجند أنه جراد.
وأما تعبير الرؤيا بالزيادة والنقصان:
فكقولهم في البكاء إنه فرح، فإن كان معه رنة كان مصيبة. وفي الضحك إنه حزن، فإن كان تبسماً كان صالحاً،
وقولهم فى الجوز إنه مال مكتوز، فإن كان معه قعقعة فإنه خصومة، وفى الدهن إذا أخذ منه يقدر فإنه زينة، فإن سال على الوجه فإنه غم،
والدهن إن كثر على الرأس كان مداهنة للرئيس، وفى الزعفران أنه ثناء حسن، فإن ظهر له لون في ثوب فهو مرض أو هم،
وفي الضرب إنه كسوة فإن ضرب وهو مكتوف فهو ثناء سوء يثني عليه لا يمكنه دفعه،
ولمن يرى أن له ريشا فهو له رياش وخير، فإن طار بجناحه سافر سفراً في سلطان بقدر ما علا على الأرض،
وفيمن يرى أن يده قطعت وهي معه قد أحرزها أنه يستفيد أخا وولدا، فإن رأى أنها فارقته وسقطت فإنها مصيبة له في آخ أو ولد،
وفى المريض يرى أنه صحيح ويخرج من منزله ولا يتكلم ، أنه يموت، فإن تكلم فإنه يبرأ،
وفى الفئران أنها الفسوق ما لم يختلف ألوانها، فإن اختلفت فكان فيها الأبيض والأسود فهى الليالي والأيام،
وفي الاسماك إذا عرف عددها أنها نساء؛ فإذا كثر عددها فهو مال وغنيمة .
وقد تعبر الرؤيا بالوقت :
كراكب الفيل أنه ينال أمراً جسيماً قليل المنفعة، فإن رأى ذلك في نور النهار طلق امرأته أو أصابه بسببها سوء، وفى الرخمة(النسر المصري) أنه إنسان أحمق قدر.
وأصدق الرؤيا بالأسحار وبأوقات القيلوله، وأصدق الأوقات وقت انعقاد الأنوار ووقت ينع الثمر وإدراكه وأضعفها الشتاء،
ورؤيا النهار أقوى من رؤيا الليل، وقد تتغير الرؤيا عن أصلها باختلاف هيئات الناس وصناعاتهم وأقدارهم وأديانهم،
فتكون لشخص من الناس رحمة، وعلى آخر عذابًا. وللكلام بقية ،
شاهد أيضا من ايقونة جوجل 👇👇 : الدرس الخامس من دروس قواعد وأساسيات تفسير الأحلام ،
محبكم في الله ، عبدالرحمن الادريسي
والحمد لله رب العالمين فإن اصبت فمن الله وإن أخطأت فإني استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم وأتوب اليه والله تعالى بغيبه اعلم واحكم
