اساسيات تفسير الأحلام / الدرس الثاني
وهو درس مهم جدا وغني بالمعلومات القيمه التي يحتاجها مفسر الأحلام ، كمرجع لا غنى له عنه
فكل بناء له اساس يبنى عليه حتى يعلو البناء على قدر قوة الاساس ، فإذا كان الاساس ضعيفا فلن يعلوا البناء ،
وكذلك علم تفسير الأحلام له اساسيات وقواعد تبنى عليها العباره ،، وسنتطرق الى الجزء الثاني لهذا الأساس في هذه الحلقه الفريده من نوعها ،
وستتبعها حلقات اخرى ان شاء الله لبقية الأجزاء لأساسيات تفسير الأحلام ، ،فشاركوا هذه الحلقه على اوسع نطاق لكي استمر في اتمام كل الاجزاء لأساسيات تفسير الأحلام ، وبالله التوفيق ومنه العون والسداد ،
بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا أجل المرسلين محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الكرام المنتخبين. أما بعد :
اعلم اخي مفسر الأحلام
أن المعبر محتاج لفهم اقوال معاني الشعر ليقوى بذلك على معاني أمثال المنام ،
وكذلك المعبر محتاج إلى اشتقاق اللغة، ومعاني الأسماء ،، كالكفر ؛ أصله التغطية.
والمغفرة : أصلها الستر ، والظلم : وضع الشيء في غير موضعه، والفسق : الخروج والبروز ، ونحو ذلك .
ومعبر الأحلام ، محتاج إلى إصلاح حاله وطعامه وشرابه وإخلاصه في أعماله ليرث بذلك حسن التوسم في الناس عند التعبير .
واعلموا أن الرؤيا الصادقة قسمان:
🎈قسم مفسر ظاهر لا يحتاج إلى تعبير ولا تفسير،
🎈 وقسم مكنى مضمر تودع فيه الحكمة والأنباء في جوهر ما يرى في المنام .
واعلم اخي المعبر للأحلام هذه القاعده المهمه في قواعد تفسير الأحلام وهي ان ما كان له طبع بالليل وطبع بالنهار نعبر عنه في رؤية الليل بطبعه وفي رؤية النهار بعادته،
وأظن ان الاغلبيه لم يفهم مصطلح الطبع ، وهنا يأتي السؤال
ماذا تقصد بالطبع يا عبدالرحمن الادريسي؟
والاجابه : فالطبع : ما جبل عليه الإنسان، او الحيوان او سائر المخلوقات ،
وجاء في لسان العرب: الطبْعُ والطَّبِيعةُ: أي ،، الخَلِيقةُ والسَّجيّةُ الَّتِي جُبِلَ عَلَيْهَا الإِنسان،
مثلما يقال في المثل : الطبع غلب التطبع ، فالطبع ملازم للشخص سواء كان انسان او حيوان او جماد ،
واما التطبع ،، هو اصطناع الطبع الذي ليس فيه ، ومثال ذلك ،
كالشمس ☀️ ، طبعها وعادتها انها تطلع بالنهار ،، والقمر 🌑 والكواكب🪐 والسرج والنور والظلمة والقنافذ 🦔والخفافيش🦇 وأمثال ذلك.
طبعهم وعادتهم يطلعوا بالليل ،، وطلوعهم بعكس طبعهم وعادتهم ،،، فيها دلاله على النكد وحصول الشيء في غير وقته من خير او شر ،
فالشمس دولتها النهار والقمر دولته الليل، وكذلك طبع السمك انه يعيش في الماء،
، والخلاصه ،، ان التأويل يختلف باختلاف الطبع لمن ذكرنا من خير لشر او من شر لخير ومثال بسيط لكي لا تتوهوا مع طول الشرح ،
فالشمس ☀️ من طبعها انها تشرق في النهار ، والقمر 🌑 في الليل وهذا مؤشر جيد ، ولكن رؤيتهما في المنام بخلاف طبيعتهم فهذا مؤشر سيء في التأويل سواء كانت الرؤيا عامه او خاصه ،
واعلموا ان كل شيء مؤذي في الواقع وحصل منه أذى في المنام ، كالثعابين والعقارب والتماسيخ وغيرهم من الاجناس المؤذيه.
فتفسيره كذلك في المنام ، ويدل على النكد ، الا ان حصلت منه فائدة او مساعده في المنام دل على النفع من حيث لم تتوقع ،
او حصول فائدة في الواقع من شخص سيء او راحه من عدو ،
واعلم ايها المعبر للأحلام هذه القاعده المهمه في تفسير الأحلام ،
وهي ان من كان له عاده فيما يراه في منامه يتحقق كما رآه في الواقع ،، نعبر له بعادنه التي عوده ربه تعالى،
كالذي اعتاد إذا أكل اللحم في المنام أكله في الواقع، وإذا رأى الدراهم دخلت عليه في المنام ،، أفاد مثلها في اليقظة، وإذا رأى الأمطار رآها في اليقظة،
يعني لا نعبر له بأصول معاني الرموز وانما نعبر له بعادته التي صارت طبيعه خاصه فيه ،
كبعض النساء الحوامل في الواقع ،، ترى في المنام انها انجبت ولد ذكر ، فتنجب ولد ذكر في الواقع ،
واذا انجبت انثى فأنثى ،، فمثل هذه المرأه اذا عبرنا لها بالاصل وهو العكس ، كان التأويل خاطئ.
لان الاصل في قواعد تفسير الأحلام ان التي ترى انها ولدت انثى معناه ستولد ولد ذكر والعكس بالعكس ،
لذلك على المعبر ان يستفسر ويسأل عن طبعها وعادتها في احلامها قبل ان يفسر لها بما يناسب حالها ،، والخلاصه ،،
ان بعض الناس لهم طبع وميزه في احلامهم اختصوا بها
،، فنعبر لهم بما اعتادوا ولا نعبر لهم بمعاني الرموز والاصول كغيرهم من الناس ،
وطبعا لا نعرف ان هذه عادته في رؤاه المناميه الا بالاستفسار منه عن ذلك ،
واعلم اخي المعبر ،، أنه إذا وردت عليك رؤيا لها وجهان في التعبير ، وجه يدل على الخير ووجه يدل على الشر ،
نعطى الرائي من الصالحين الوجه الحسن للمعنى ونسكت عن الوجه القبيح للمعنى ، ولن يتحقق الا ما اراده الله وقضاه من الرؤيا.
وإن كانت الرؤيا ذا وجوه كثيرة في المعاني مثلونة ومتضادة ومتنافية ومختلفة لا نفسر وجه في معناها دون باقي الوجوه ،
إلا بزيادة شاهد يقوي المعنى المراد ، وقيام دليل من ضمير الرائي في المنام ، أو من دليل المكان الذي رأى نفسه فيه ،مع معرفة واقع الرائي.
وعلى مفسر الأحلام ان يكون على علم بأن الرؤيا قد تأتى على ما مضى وانقضى فنذكر عنه بغفله عن الشكر قد سلفت، أو بمعصية فيه قد فرطت ، أو بتوبة منه قد تأخرت،
وقد تأتي الرؤيا عما الإنسان فيه، وقد تأني عن المستقبل، فنخبره عما سيأتي من خير أو شر: كالموت والمطر والغنى والفقر والعز والذل والشدة والرخاء .
وإن أقدار الناس قد تختلف في بعض التأويل حسب اختلافها في نقصانها في الحدود والخطوط وإن تساووا في الرؤيا،
فلا يجيد تعبير تلك الرؤيا إلا معبر واسع المعاني، متصرف الوجوه ، موفق من الله
ومعنى متصرف المعاني ، اي انه يفسر الرمز الواحد بمعاني متعدده بما يليق بالأشخاص كالرمانه
كالرمانة ربما كانت للسلطان كورة يملكها، أو مدينة بلى عليها، ويكون قشرها جدارها أو سورها، وحبها أهلها .
وتكون الرمانه للتاجر داره التي فيها أهله أو أو فندقه أو سفينته المليئه بالناس، والأموال في وسط الماء،
أو دكانه العامر بالناس ، أو كيسه الذي فيه دراهمه ودنانيره ،
والرمانه للعالم أو العابد الناسك كتابه ومصحفه، وقشرها أوراقه، وحبها كتابه الذي به صلاحه ،
والرمانه للأعزب نقول زوجة بمالها وجمالها،،، والرمانه للمرأه الحامل ،، نقول بنت محجوبة في مشيمتها ورحمها ودمها،
والرمانه ربما كانت في مقادير الأموال تدل على بيت مال السلطان، وهي للمزارعين بذره ، وألف دينار لأهل اليسار،
ومائة دينار للتجار، وعشرة للمتوسط ودرهما للفقير، وسكن للمساكين عل قدرهم ، أو رغيف خبز أو مذا من الطعام ،
أو تكون رمانة كما رأها الرائي، لأنها عقدة من العقد تحل في الاعتبار .
شاهد أيضا من ايقونة جوجل 👇👇 :الدرس الثالث لأساسيات تفسير الأحلام ،،
وأسأل ان ينفعني واياكم بالعلم النافع والعمل الصالح ، انه ولي ذلك والقادر عليه .
والحمدلله رب العالمين فإن اصبت فمن الله وإن اخطأت فإني استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم وأتوب اليه والله تعالى بغيبه اعلم واحكم

